فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثانية لتجتمع أنفسهما لسماع الجواب، فروي أنه قال لنبو: أما أنت فتعود إلى مرتبتك وسقاية ربك، وقال لمجلث: أما أنت فتصلب، وذلك كله بعد ثلاث، فروي أنهما قالا له ما رأينا شيئًا وإنما تحالمنا لنجربك؛ وروي أنه لم يقل ذلك إلا الذي حدثه بالصلب؛ وقيل: كانا رأيا ثم أنكرا.
وقرأت فرقة: {يَسقي ربه} من سقى، وقرأت فرقة من أسقى، وهما لمعنى واحد لغتان وقرأ عكرمة والجحدري: {فيُسقَى ربه خمرًا} بضم الياء وفتح القاف أي ما يرويه.
وأخبرهما يوسف عليه السلام عن غيب علمه من قبل الله تعالى: إن الأمر قد قضي ووافق القدر.
وقوله: {وقال للذي ظن أنه ناج} الآية. الظن هاهنا- بمعنى اليقين، لأن ما تقدم من قوله: {قضي الأمر} يلزم ذلك، وهو يقين فيما لم يخرج بعد إلى الوجود: وقال قتادة: الظن- هنا- على بابه لأن عبارة الرؤيا ظن.
قال القاضي أبو محمد: وقول يوسف عليه السلام: {قضي الأمر} دل على وحي ولا يترتب قول قتادة إلا بأن يكون معنى قوله: {قضي الأمر} أي قضي كلامي وقلت ما عندي وتم، والله أعلم بما يكون بعد.
وفي الآية تأويل آخر، وهو: أن يكون: {ظن} مسندًا إلى الذي قيل له: إنه يسقي ربه خمرًا، لأنه دخلته أبهة السرور بما بشر به وصار في رتبة من يؤمل حين ظن وغلب على معتقده أنه ناج: وذلك بخلاف ما نزل بالآخر المعرف بالصلب.
ومعنى الآية: قال يوسف لساقي الملك حين علم أنه سيعود إلى حالته الأولى مع الملك: {اذكرني} عند الملك، فيحتمل أن يريد أن يذكره بعلمه ومكانته، ويحتمل أن يذكره بمظلمته وما امتحن به بغير حق، أو يذكره بهما.
والضمير في: {أنساه} قيل: هو عائد على يوسف عليه السلام، أي نسي في ذلك الوقت أن يشتكي إلى الله، وجنح إلى الاعتصام بمخلوق، فروي أن جبريل عليه السلام جاءه فعاتبه عن الله عز وجل في ذلك، وطول سجنه عقوبة على ذلك، وقيل: أوحي إليه: يا يوسف اتخذت من دوني وكيلًا لأطيلن حبسك، وقيل: إن الضمير في: {أنساه} عائد على الساقي- قاله ابن إسحاق- أي نسي ذكر يوسف عند ربه، فأضاف الذكر إلى ربه إذ هو عنده، والرب على هذا التأويل- الملك.
و{بضع} في كلام العرب اختلف فيه، فالأكثر على أنه من الثلاثة إلى العشرة، قاله ابن عباس، وعلى هذا هو فقه مذهب مالك رحمه الله في الدعاوى والأيمان؛ وقال أبو عبيدة: البضع لا يبلغ العقد ولا نصف العقد، وإنما هو من الواحد إلى الأربعة، وقال الأخفش البضع من الواحد إلى العشرة، وقال قتادة: البضع من الثلاثة إلى التسعة، ويقوي هذا ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر الصديق في قصة خطره مع قريش في غلبة الروم لفارس أما علمت أن البضع من الثلاث إلى التسع وقال مجاهد: من الثلاثة إلى السبعة، قال الفراء: ولا يذكر البضع إلا مع العشرات، لا يذكر مع مائة ولا مع ألف، والذي روي في هذه الآية أن يوسف عليه السلام سجن خمس سنين ثم نزلت له قصة الفتيين وعوقب على قوله: {اذكرني عند ربك} بالبقاء في السجن سبع سنين، فكانت مدة سجنه اثنتي عشرة سنة، وقيل: عوقب ببقاء سنتين، وقال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث»، ثم بكى الحسن وقال: نحن إذا نزل بنا أمر فزعنا إلى الناس. اهـ.

.قال القرطبي:

{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا}
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} أي قال للساقي: إنك تُردّ على عملك الذي كنت عليه من سقي الملك بعد ثلاثة أيام، وقال للآخر: وأمّا أنت فتُدعَى إلى ثلاثة أيام فتصلب فتأكل الطير من رأسك، قال: والله ما رأيتُ شيئًا؛ قال: رأيت أوَ لم تَرَ: {قُضِيَ الأمر الذي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}.
وحكى أهل اللغة أن سقى وأسقى لغتان بمعنًى واحد، كما قال الشاعر:
سَقَى قومي بَنِي مَجْدٍ وأَسْقَى ** نُمَيْرًا والقبائلَ من هِلال

قال النحاس: الذي عليه أكثر أهل اللغة أن معنى سقاه ناوله فشرب، أو صبّ الماء في حلقه ومعنى أَسْقاه جعل له سُقْيا؛ قال الله تعالى: {وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا} [المرسلات: 27].
الثانية: قال علماؤنا: إن قيل من كذب في رؤياه ففسرها العابر له أيلزمه حكمها؟ قلنا: لا يلزمه؛ وإنما كان ذلك في يوسف لأنه نبيّ، وتعبير النبيّ حكم، وقد قال: إنه يكون كذا وكذا فأوجد الله تعالى ما أخبر كما قال تحقيقًا لنبوّته؛ فإن قيل: فقد رَوى عبد الرزاق عن مَعْمَر عن قَتَادة قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني رأيتُ كأني أعْشَبْتُ ثم أجْدبتُ ثم أعْشبتُ ثم أجْدبتُ، فقال له عمر: أنت رجل تؤمن ثم تكفر، ثم تؤمن ثم تكفر، ثم تموت كافرًا؛ فقال الرجل: ما رأيت شيئًا؛ فقال له عمر: قد قضي لك ما قضي لصاحب يوسف؛ قلنا: ليست لأحد بعد عمر؛ لأن عمر كان مُحَدَّثًا، (وكان إذا ظن ظنًا كان) وإذا تكلم به وقع، على ما ورد في أخباره؛ وهي كثيرة؛ منها أنه دخل عليه رجل فقال له: أظنك كاهنًا فكان كما ظن؛ خرجه البخاريّ.
ومنها أنه سأل رجلًا عن اسمه فقال له فيه أسماء النار كلها، فقال له: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال، خرجه الموطأ.
وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة الحجر إن شاء الله تعالى.
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}
فيه خمس مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ} {ظن} هنا بمعنى أيقن، في قول أكثر المفسرين وفسره قتادة على الظن الذي هو خلاف اليقين؛ قال: إنما ظنّ يوسف نجاته لأن العابر يظن ظنًّا وربك يخلق ما يشاء؛ والأوّل أصح وأشبه بحال الأنبياء وأن ما قاله للفتيين في تعبير الرؤيا كان عن وحي، وإنما يكون ظنا في حكم الناس، وأما في حق الأنبياء، فإن حكمهم حق كيفما وقع.
الثانية: قوله تعالى: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ} أي سيّدك، وذلك معروف في اللغة أن يقال للسّيد ربّ؛ قال الأعشى:
رَبِّي كريمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمةً ** وإذا تُنُوشِدَ في المَهَارِقِ أنْشَدَا

أي اذكر ما رأيته، وما أنا عليه من عبارة الرؤيا للملك، وأخبره أنِّي مظلوم محبوسٌ بلا ذنب.
وفي صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَقُلْ أحدُكم اسق ربَّك أطعمْ ربك وضِّئ ربَّك ولا يَقل أحدُكم ربِّي ولْيقل سيّدي مولاي ولا يقلْ أحدُكم عبدي أمَتي ولْيقلْ فَتايَ فَتَاتِي غلامي» وفي القرآن: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ}، {إِلَى رَبِّكَ}، {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أي صاحبي؛ يعني العزيز.
ويقال لكل من قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد رَبَّهُ يَرُبُّهُ، فهو رَبٌّ له.
قال العلماء قوله عليه السلام: «لا يَقُلْ أحدُكم» «ولْيقلْ» من باب الإرشاد إلى إطلاق اسم الأولى؛ لا أن إطلاق ذلك الاسم محرّم؛ ولأنه قد جاء عنه عليه السلام: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّهَا» أي مالكها وسيّدها؛ وهذا موافق للقرآن في إطلاق ذلك اللفظ؛ فكان محل النهي في هذا الباب ألاّ نتخذ هذه الأسماء عادة فنترك الأولى والأحسن.
وقد قيل: إن قول الرجل عبدي وأمتي يجمع معنيين: أحدهما: أن العبودية بالحقيقة إنما هي لله تعالى؛ ففي قول الواحد من الناس لمملوكه عبدي وأمتي تعظيم عليه، وإضافة له إلى نفسه بما أضافه الله تعالى به إلى نفسه؛ وذلك غير جائز.
والثاني: أن المملوك يدخله من ذلك شيء في استصغاره بتلك التسمية، فيحمله ذلك على سوء الطاعة.
وقال ابن شعبان في الزاهي: لا يقل السّيد عبدي وأمتي ولا يقل المملوك ربّي ولا ربّتي وهذا محمول على ما ذكرناه.
وقيل: إنما قال صلى الله عليه وسلم: «لا يقل العبد ربّي وليقل سيّدي» لأن الرب من أسماء الله تعالى المستعملة بالاتفاق؛ واختلف في السيّد هل هو من أسماء الله تعالى أم لا؟ فإذا قلنا ليس من أسماء الله فالفرق واضح؛ إذ لا التباس ولا إشكال، وإذا قلنا إنه من أسمائه فليس في الشهرة ولا الاستعمال كلفظ الرّب، فيحصل الفرق.
وقال ابن العربي: يحتمل أن يكون ذلك جائزًا في شرع يوسف عليه السلام.
الثالثة: قوله تعالى: {فَأَنْسَاهُ الشيطان ذِكْرَ رَبِّهِ} الضمير في: {فَأَنْسَاهُ} فيه قولان: أحدهما: أنه عائد إلى يوسف عليه السلام، أي أنساه الشيطان ذكر الله عز وجل؛ وذلك أنه لما قال يوسف لساقي الملك حين علم أنه سينجو ويعود إلى حالته الأولى مع الملك: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ} نسي في ذلك الوقت أن يشكو إلى الله ويستغيث به، وجنح إلى الاعتصام بمخلوق؛ فعوقب باللّبث، قال عبد العزيز بن عُمير الكِنْديّ: دخل جبريل على يوسف النبي عليه السلام في السجن فعرفه يوسف، فقال: يا أخا المنذرين! مالي أراك بين الخاطئين؟! فقال جبريل عليه السلام: يا طاهر (ابن) الطاهرين! يقرئك السلام رب العالمين ويقول: أما استحيت إذ استغثت بالآدميين؟! وعزّتي! لألبثنّك في السجن بضع سنين؛ فقال: يا جبريل! أهو عنّي راضٍ؟ قال: نعم! قال: لا أبالي الساعة.
ورُوي أن جبريل عليه السلام جاءه فعاتبه عن الله تعالى في ذلك وطوّل سجنه، وقال له: يا يوسف! من خلّصك من القتل من أيدي إخوتك؟! قال: الله تعالى، قال: فمن أخرجك من الجبّ؟ قال: الله تعالى قال: فمن عَصَمك من الفاحشة؟ قال: الله تعالى، قال: فمن صرف عنك كيد النساء؟ قال: الله تعالى، قال: فكيف وثقت بمخلوق وتركت ربك فلم تسأله؟! قال: يا رب كلمة زلّت مني! أسألك يا إله إبراهيم وإسحق والشيخ يعقوب عليهم السلام أن ترحمني؛ فقال له جبريل: فإن عقوبتك أن تلبث في السجن بضع سنين.
ورَوى أبو سلَمة عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قال: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ} ما لبث في السجن بضع سنين» وقال ابن عباس: عوقب يوسف بطول الحبس بضع سنين لمّا قال للذي نجا منهما: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ} ولو ذكر يوسف ربه لخلّصه.
وروى إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا كلمة يوسف يعني قوله: {اذكرني عِندَ رَبِّكَ} ما لبث في السجن ما لبث» قال: ثم يبكي الحسن ويقول: نحن ينزل بنا الأمر فنشكو إلى الناس.
وقيل: إن الهاء تعود على الناجي، فهو الناسي؛ أي أنسى الشيطانُ الساقي أن يذكر يوسف لربه، أي لسيده؛ وفيه حذف، أي أنساه الشيطانُ ذكره لربه؛ وقد رجّح بعض العلماء هذا القول فقال: لولا أن الشيطان أنسى يوسف ذكر الله لما استحق العقاب باللبث في السجن؛ إذ الناسي غير مؤاخذ.
وأجاب أهل القول الأوّل بأن النسيان قد يكون بمعنى الترك، فلما ترك ذكر الله ودعاه الشيطان إلى ذلك عوقب؛ ردّ عليهم أهل القول الثاني بقوله تعالى: {وَقَالَ الذي نَجَا مِنْهُمَا وادكر بَعْدَ أُمَّةٍ} فدلّ على أن الناسي (هو) الساقي لا يوسف؛ مع قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الإسراء: 65] فكيف يصح أن يضاف نسيانه إلى الشيطان، وليس له على الأنبياء سلطنة؟! قيل: أما النسيان فلا عصمة للأنبياء عنه إلا في وجه واحد، وهو الخبر عن الله تعالى فيما يبلّغونه، فإنهم معصومون فيه؛ وإذا وقع منهم النسيان حيث يجوز وقوعه فإنه ينسب إلى الشيطان إطلاقًا، وذلك إنما يكون فيما أخبر الله عنهم، ولا يجوز لنا نحن ذلك فيهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «نسي آدم فنسيت ذريته» وقال: «إنما أنا بشر أنسى كما تَنسون» وقد تقدم.
الرابعة: قوله تعالى: {فَلَبِثَ فِي السجن بِضْعَ سِنِينَ} البِضع قطعة من الدّهر مختلف فيها؛ قال يعقوب عن أبي زيد: يقال بَضْع وبِضْع بفتح الباء وكسرها، قال أكثرهم: ولا يقال بضع ومائة، وإنما هو إلى التسعين.
وقال الهَرَوِيّ: العرب تستعمل البضع فيما بين الثلاث إلى التسع.
والبضع والبضعة واحد، ومعناهما القطعة من العدد.
وحكى أبو عبيدة أنه قال: البضع ما دون نصف العِقْد، يريد ما بين الواحد إلى أربعة، وهذا ليس بشيء.
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: «وكم البضع» فقال: ما بين الثلاث إلى السبع، فقال: «اذهب فزائدْ في الخَطَر» وعلى هذا أكثر المفسرين، أن البضع سبع، حكاه الثعلبيّ.
قال الماورديّ: وهو قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقُطْرُب. وقال مجاهد: من ثلاث إلى تسع، وقاله الأصمعيّ. ابن عباس: من ثلاث إلى عشرة. وحكى الزّجاج أنه ما بين الثلاث إلى الخمس. قال الفرّاء: والبضع لا يُذْكر إلا مع العشرة والعشرين إلى التسعين، ولا يذكر بعد المائة. وفي المدة التي لبث فيها يوسف مسجونًا ثلاثة أقاويل: أحدها: سبع سنين، قاله ابن جُرَيج وقتادة ووهب بن مُنَبِّه، قال وهب: أقام أيوب في البلاء سبع سنين، وأقام يوسف في السجن سبع سنين.
الثاني: اثنتا عشرة سنة، قاله ابن عباس.
الثالث: أربع عشرة سنة، قاله الضحاك.
وقال مقاتل عن مجاهد عن ابن عباس قال: مكث يوسف في السجن خمسًا وبضعًا.
واشتقاقه من بضعت الشيء أي قطعته، فهو قطعة من العدد، فعاقب الله يوسف بأن حُبِس سبع سنين أو تسع سنين بعد الخمس التي مضت، فالبضع مدة العقوبة لا مدة الحبس كله.
قال وهب بن مُنَبِّه: حبس يوسف في السجن سبع سنين، ومكث أيوب في البلاء سبع سنين، وعذّب بُخْتُنَصَّر بالمسخ سبع سنين.
وقال عبد الله بن راشد البصريّ عن سعيد بن أبي عَرُوبة: إن البضع ما بين الخمس إلى الاثنتي عشرة سنة.
الخامسة: في هذه الآية دليل على جواز التعلق بالأسباب وإن كان اليقين حاصلًا فإن الأمور بيد مُسبِّبها، ولكنه جعلها سلسلة، وركَّبَ بعضها على بعض، فتحريكها سنّة، والتعويل على المنتهى يقين.
والذي يدلّ على جواز ذلك نسبة ما جرى من النسيان إلى الشيطان كما جرى لموسى في لقيا الخضر؛ وهذا بيّن فتأمّلوه. اهـ.